تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامها وحصارها لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بينما يستهدف قناصة الاحتلال كل من يتحرك في المجمع ومحيطه. وأعلنت وزارة الصحة في تصريح مقتضب، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت “عددا كبيرا من الطواقم الطبية من داخل مجمع ناصر الطبي الذي حولته إلى ثكنة عسكرية”. وكانت الوزارة قد أفادت في وقت سابق، أن الاحتلال “يمنع إخلاء الحالات الخطيرة من مجمع (مستشفى) ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي القطاع إلى مستشفيات أخرى من أجل إنقاذ حياتها”. وأضافت الوزارة في بيان، أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تحتجز عددا كبيرا من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين في مبنى الولادة (داخل المجمع) وتخضعهم للاستجواب في ظروف قاسية وغير إنسانية”. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال “أبقت على 5 كوادر طبية (فقط) مع 120 مريضا في مبنى ناصر القديم (أحد مباني المجمع) وتتركهم بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا أكسجين”. وحذرت الوزارة من أن “الكهرباء ما زالت مقطوعة عن المجمع نتيجة توقف المولدات مما ينذر باستشهاد الحالات التي تحتاج إلى أكسجين”. وأمس الجمعة؛ توفي خمسة مرضى فلسطينيين متواجدين في العناية المركزية، نتيجة توقف الأكسجين بعد انقطاع الكهرباء داخل المجمع الطبي، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة. وأعربت الوزارة عن خشيتها من وفاة مرضى آخرين في العناية المركزة، و3 في حضانة الأطفال في أي لحظة نتيجة توقف الأكسجين عنهم. وقالت “الصحة” إن المولدات الكهربائية توقفت عن العمل مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مجمع ناصر الطبي، حيث يوجد مرضى العناية المركزة و3 أطفال في الحضانات. وحملت الوزارة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم، باعتبار أن المجمع أصبح تحت سيطرته الكاملة الآن، مناشدة المؤسسات الأممية بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم في مجمع ناصر الطبي قبل فوات الأوان. يُذكر أن 14 مستشفى من أصل 36 في غزة تعمل بشكل جزئي، بينها تسعة مستشفيات في الجنوب، وستة في الشمال. ومنذ 7 أكتوبر الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أوضاعا إنسانية هائلة، وتسببت بكارثة صحية وبيئية كبيرة، جراء تدمير المرافق الحيوية وطفح الصرف الصحي لمناطق واسعة. ومع بداية الحرب؛ قطع الاحتلال عن سكان القطاع كافة إمدادات الكهرباء والماء والوقود والغذاء، وقصف المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز والمصانع والمتاجر ومحطات وخزانات المياه، ودمر البنية التحتية. ويشكل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرّض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.